معرفی اثر رفقة بلا وداع (ادب الدفاع المقدس)

تعریف عن  کتاب "رفقة بلا وداع"
كتاب "رفقة بلا وداع" يدور حول 8 سنوات من الدفاع المقدس وللفئة العمرية للمراهقين، صدر عام 2012 عن مركز التربية الفكرية للأطفال والمراهقين.
حصل هذا الكتاب على تقدير خاص في الدورة الثامنة لمهرجان كتب الدفاع المقدس في فئة الروايات والقصص الطويلة للأطفال والشباب بسبب السرد المناسب للجمهور، والتطور اللافت للنظر للشخصيات، وجودة جيدة للسرد.
داوود اميريان، الذي ولد في عام 1970 في مدينة كرمان، بدأ الكتابة منذ عام 1990 بكتابة ذكرياته من الجبهة، وحاليًا يكتب في عدة مجالات مثل كتابة الذكريات، والأدب للأطفال والشباب، والروايات، والفكاهة، وسير الشهداء بشكل قصصي، وكتابة سيناريو الأفلام.
في القصة الحالية التي تمت كتابتها لفئة الشباب، يقرر صديقان يدعى "آرش" و"مرتضى" -على الرغم من صغر سنهما- الذهاب إلى الجبهة عبر قطارات طهران-خرمشهر. ولكن نظرًا لأن هذا الفعل غير قانوني، يقرران الذهاب إلى خرمشهر دون شراء تذاكر ودون إبلاغ موظفي القطار بذلك.
في النهاية، ينجح آرش فقط في الهروب من رجال الأمن ويجلس في إحدى كبائن القطار. ومن الصدف أنه يلتقي بأفراد من التعبويين الذين هم أيضًا على وشك الذهاب إلى الجبهة و...
مقطع من الکتاب:
القطار المتجه من طهران إلى خرمشهر سينطلق بعد لحظات.
قال مرتضى: "سنقفز إلى داخل القطار، يجب أن نتوارى عن الأنظار لمدّةٍ من الزمن."
قال آرش: "أنت اذهب يا مرتضى، أنا لا أستطيع، أرجوك."
-سأضربك إن قلتها ثانية! أسرع، أركض!
نهض مرتضى وسحب يد آرش؛ لكن صدره اصطدم بصدر أحمدي فجأة؛ تفاجأ أحمدي فدفعه مرتضى وركض مع آرش باتجاه السلالم التي كان الناس ينزلون عنها. سمعا صوت بوق القطار الطويل. نزلا عن السلالم مهرولين إلى أن وصلا إلى السكة حيث كان القطار على وشك الإسراع. كانت السكة قد اختفت تحت الثلج، أطلق القطار صوت بوقٍ طويلٍ آخر. ركضا معاً، وكان هناك شاب أشقر الشعر يركض أمامهم ويصرخ. كانت أبواب القطار مُغلقة لكن فُتح أحدها. صرخ مرتضى: "اركض يا آرش اركض!"
وصل مرتضى إلى الشاب الأشقر، نظر خلفه للحظة فوجد بيري يكاد يمسك بيد آرش فخفّف من سرعته ودفع آرش وصرخ: "اقفز إلى الأعلى يا آرش! هيّا اقفز!"
وعانق بيري بنفسه، تشقلبا على الأرض ووصل أحمدي أيضاً. صرخ بيري: "الحق بالآخر، لا تدعه يهرب!"
قام مرتضى وأمسك بقدمي أحمدي. حاول الإثنان أن يفلتا قدميهما من براثن مرتضى؛ لكنّهما لم يتمكنا من ذلك. رأى مرتضى آرش يصطدم بالشاب الأشقر فوقع الأخير على الأرض. مٌدّت يدٌ من القطار باتجاه آرش فأمسك بها وصعد القطار. لم يُفلت مرتضى أحمدي وبيري حتى ابتعد القطار عنهم، وعندها أرخى يديه. أمسك بيري بياقة مرتضى ورفعه عن الأرض وصفعه على وجهه. ضحك مرتضى وسال خيطٌ رفيع من الدماء من شفتيه.